Tuesday, June 26, 2007


غندره مشي الفدائي غندره
شوقيه عروق



في سنوات الستينات ، عندما انطلقت شرارة الكفاح المسلح وكان العنوان منظمة التحرير الفلسطينيه وبعض الفصائل التي تورمت وسمنت على جلد الشعب الفلسطيني شعارها كنس الاحتلال وانتشال الوطن من الاسطوره الصهيونيه والعوده الى الحق المسلوب ... ووجدوا الشباب الفلسطيني نفسه داخل شلال سينزع ويقلع ويغير الخارطه ... حلمه اجنحته وتصميمه ودمه المهر الذي سيدفعه ثمناً لتلك العوده ... كانت صورة الفدائي محاطه بقدسيه وهاله نورانيه من الانتماء المثقل بالفداء ونكران الذات .. هذه الصوره حدقنا بها وحلقنا بها عبر كل الاوجاع والانتظار واللجوء القاسي الذي يصفح سنه بعد سنه باليأس ..
اغنيات كثيره غنيت للفدائي الذي يمر في الشوارع والطرقات حاملاً سلاحه مقتحماً الصعاب والمغامرات والحدود والجغرافيا اللعينه التي حولته الى رقم بدلاً من بوصله تشير الى الهدوء والاستقرار مثل باقي المواطنين في العالم .. اغنيات كثيره غنيت للفدائي مرفوع الهامه الذي يمشي ملكاً .. هذه الصوره التي حدقنا بها عبر الاوجاع والانتظار وتشفق الاصابع التي نحتت في الصخر لكي تفتح ثغره تطل على الوطن .. اغنيات مجدت السلاح الذي يحمله الفدائي .. وحولوا اغنية صباح ( غندره مشي العرايس غندره ) الى غندره مشي الفدائي غندره .. حيث كانت خطواته وهو يتهادى في الشوارع رساله الى ورثة التخاذل والاجساد المصابه بتكلس الغدر .. ان الرصاصه ليست عاهه بل هي قناه للوصول الى الوطن .. ( غندره مشي الفدائي
غندره ) اغنيه كان الفلسطينيون في الاردن ، في المخيمات اللبنانيه ، في سوريا ، وفي الشتات يرقصون ويدبكون على انفاسها ، خاصه عندما كان الفدائيون يقومون بعمليه ترعب الدوله اليهوديه ولكن الغندره تحولت الى ( كندره ) حذاء باللغه العربيه ضربوا به وجوهنا ، في شوارع غزه وفوق اسطح البنايات ، يطلقون الرصاص بعشوائيه جنونيه ، اقتتال يخجل الفلسطيني من وصفه ، والفضائيات ونشرات الاخبار تتكئ على انقاض الاحلام والحرائق واعداد الشهداء .. نغرق في العرق .. هل شرب الجميع من بئر الجنون ؟؟ ، الا يخجلون من " الرزنامات " التي تذكرنا تاريخاً بالهزائم والنكسات حتى يأتوا برجالهم لتكريس الصلب من جديد على ابواب الاقتتال الاخوي الا يكفي حالياً مأساة لاجئي النهر النهر الساخن البارد ، لم يعد المشي الغندره ، المتباهي ، بل المشي الراكض ، الوجه المقنع الاسود ، والرصاص المنهمر !! ما هذا التمجيد لحماقة سفك الدماء ؟؟ ما هذا التذوق الاعمى الارعن ... هذا التبجح !! تعبنا من كذب الميكروفنات ومهرجانات الجثث الراكضه نحو المقابر .... صنعتم من مأساة الفلسطيني سبائك ذهب ، واخذتم تعبدون غبار الذهب المتطاير ونسيتم الألام والحصار وقسوة المخيمات ، اذاً هي كذبه ناصعة البياض اسمها السلطه .. والحكومه التي كنا نعتبرها تتبادل القبل مع التاريخ وتصافح الهم والتعب تخرج مفرعه بالاتهامات وعلى ضوء حساباتهم ، يعاني المواطن المحاصر ، الصامد ، .. هل نسوا انهم مجرد " صيصان " محشورين في القن الاسرائيلي ، الامريكي ، العربي .
قطيع يصفق ويفتخر باحتلال مقرات الآخر .. عيب .. ما هذا الركوع والحمدلله ، ما هذا الانتصار المزين بالعار ..
في الوطن المسلوب اكثر من مقعد خاص ..
في الوطن مقاعد كثيره ، ملونه ، مزهره ، اشكال واحجام لكن جميعها مقاعد هوائيه ، وليست ثوريه
شوارع قطاع غزه وبعض مدن الضفه استعراضات بغياب الضمائر ...
اتقنتم لعبة الاحتلال الاسرائيلي ، حتى انكم اتقنتم العري .. الم يخرج الجيش الاسرائيلي السجناء الفلسطينيين من سجن اريحا وهو عراه .. والعالم استنكر هذه اللقطات .. ها هم في " حركة حماس " يخرجون الشباب من فتح عراه امام الفضائيات ..
كنا نفتخر " بغندرتكم " في الشوارع .. والأن نلعن خطواتكم ونخجل من تصرفاتكم ..

محمود عباس وطبق البصل ... شوقيه عروق منصور


محمود عباس وطبق البصل
شوقيه عروق



الرئيس الفلسطيني محمود عباس يخذل محاولات رأب الصدع ويملاً سماء رام الله مربط خيل السلطه الفلسطينيه بغيوم سوداء من الاتهامات والعبارات الحاده التي يستهلها بطريقه شيطانيه ، نزقه ، ويعربد فوق الكرنفالات اللفظيه
( لا حوار مع القتله والارهابيين ويقصد حركة حماس متناسياً انها تمثل جزء لا يستهان به من الشعب الفلسطيني .. هذا الالغاء للآخر ومحاولة تخضيب رجليه ويديه وحكومة الطوارئ بحناء التنصل ، من المسؤوليه ، مسؤولية التدهور الامني والاجتماعي والسياسي مما يجعلنا نتساءل كيف يستطيع تغطية شمس الحقائق بعباءة التحريض ؟؟ ان الرئيس " عباس " يقوم بالتحريض الارعن ضد "حماس" ارضاءاً لامريكا واسرائيل ومصر والاردن وغيرهم من الدول العربيه والغربيه التي تحاول جر الشعوب الى بيت الطاعه ومطارحة الغرام مع السجانين وولادة اجيال تُقبل اقدام الانظمه يومياً دون تذمر .. يعتقد ان الغاء حركة ( حماس ) والتعامل معها كأنها حركه مارقه ، ارهابيه سيجعل شيكات الترحيب تنهال على رأسه ورأس سلطته ، اموال ودعم وابتسامات " اولمرتيه وبوشيه " تتقزم امامها ابتسامة ( الجيوكندا ) ، لو عاش الرسام " دافنشي " في هذا العصر لما جعل ابتسامة ( الجيوكندا ) تغرق في سر الاسرار ، يكفي ان يرسم ابتسامات بوش واولمرت وهم يحتضنون ابو مازن ليسلم مقاليد الاسرار الى الريشه والالوان لتكون مرآه لأبتسامات النفاق السياسي الذي يخفي وراءه اسنان اسماك القرش ...
ما هو موقف الرئيس عباس عندما تطالب امريكا واسرائيل ومصر والاردن بدعمه ؟؟ هذا الدعم الفاضح !! وكلما تكلموا وشدوا على ايدي ابو مازن غرقنا اكثر في مستنقعات الاسئله المهروله نحو القاع ..
شيكات واموال ودعم بالاسلحه والعتاد .. منذ مقتل " ابو عمار " والوعود ( ماكنه للتكرار ) ولكن الواقع كان صفعات على الخد الايمن والايسر فوق الحزام وتحت الحزام للشعب الفلسطيني ...
والأن يعيش ابو مازن وحكومته في ظل الوعود البراقه .. امريكا توزع اطباق البصل ... نتذكر هنا القصه التي تحدثت عن مطعم يقدم " اطباق البصل " للزبائن .. كل زبون يحصل على طبق بصل ، حيث يبدأ بالتقشير لتسيل دموعه... هؤلاء الزبائن نسيوا شكل الدموع الانسانيه ، لذلك يهرعون الى البصل كي يوقظ دموعهم ... ووزراء الخارجيه العرب الذين يجتمعون حمل كل واحد طبقه ويقشر البصل باكياً على الفلسطينيين .. نطالب " ابومازن " برمي اطباق البصل ... طاولة الحوار مع حركة " حماس " هي التي ستحمي الشعب الفلسطيني المنهك المتعب ، الحوار الحضاري الحر ، المنفتح .. ليس بالرصاص والوعيد تخلق الشعوب .. يكفي استفزازاً وعويلاً ووضع حركة حماس في خانة ( الممنوع من الصرف ) ..
الجسد الفلسطيني الآن ممدد في براد الحيره والتشرذم والغربه واللجوء فلا تجعله يهرب الى المقبره لاعناً اشباحكم ...

* كاتبه من فلسطين عرب 48