Wednesday, July 18, 2007

شوقيه عروق و " سرير يوسف هيكل " ... \ ابراهيم مالك


شوقية عروق و"سرير يوسف هيكل"../ ابراهيم مالك

قرأتُ بشغف وإعجاب قصَّة الكاتبة والقاصة شوقِيَّة عروق منصور من الطيرة في المثلَّث والتي نشرتها في موقع عــ48ـرب الالكتروني، يومَ 12 تموز الجاري.تتناول القصة القصيرة (سرير يوسف هيكل) بأسلوب شيِّق ومحكم الحبكة القصصية والسرد أحد تفاصيل المأساة الفلسطينية، تفاصيل قد تبدو لأوَّل وهلة للقارى ْليست بذات أهمية، إذا ما قورنت بالمأساة الحقيقية، نهب الوطن وما تبعه من اقتلاع وحشي لإنسانه. لكنها، أي الكاتبة القاصة، تنجح بشكل موفَّق بالربط الذكي بين الكلِّ، المأساة بكلِّ جوانبها وتشظِّياتها، والجزء، السرير. وليس مهمَّا هنا سرير من ؟ وتشاء صدف القصِّ أن يكون سرير رئيس بلدية يافا، عروس المدن الفلسطينية المنهوبة في عام المأساة.تصوِّر القصَّة بشكل تصاعدي مأساة ذلك السرير، ما يشبه تطور الحدث التصاعدي أو الهابط نزولا في القصة القصيرة. تبدأ في سرد ما آل السرير اليه من تقطيع للبيع قطعا حديدية (خردة) لقاء ثمن بخس في سوق النخاسة المُشتبه، ثم تنتقل الى توصيف موح ٍلما كان وخب:حالة عرضِه في سوق لتجار يهود، يضمُّ معروضاتٍ منهوبةً من البيوت الفلسطينية، التي هجِّر أصحابها، عنوةً، في ذلك العام المأساوي.البائع هو تاجر يهودي يدّعي أنه لا يعرف كيف حصل على وممن اشترى ذلك السرير، وان حاول إخفاء هويته الحقيقية، إلاّ أنه لم يفلح في محو كل ما يدلُّ على هذه الهوية " كالاسم المحفور على السرير – لمياء ). والشاري، ليس محض صدفة، هو شاب عربي فلسطيني من العرب المتبقين في وطنهم والذي اضطرَّته السلطات الناهبة لوطنه باقتناء حاجياته ومستلزماته الحياتية ممَّا سبق ونهبته منه. وتطلب لقاء ذلك ثمنا فادحا منه ( مئة ليرة في ذلك الحين ). يدفع ذلك الثمن مُرغما، أو لقلّةٍ في وعيه أو للمظهرية فيه. وتختتمه في تحوُّل ِ السرير المذكورالى مجرّد شيء عادي، يبحث الجيل الحالي من بعض أبناء المأساة، تحت وطأة الضغط الاقتصادي الرهيب، عن إمكانية بيعه في سوق الخردة، بعد تقطيعه الى أشياء حديدية للبيع ببضعة قروش، وسط حسرة ( الحسرة العاجزة – دفن البندقية في الأرض أوَّلاً ثمَّ تسليمها لاحقا لمن نهبوا الوطن ) الأب العجوز والعاجز. والملاحظ أن الكاتبة القاصة توفّق في عرض الحقيقة المأساوية، التي عرفناها سابقا ولاحقا، ففي الحالتين، الأولى والثانية، كان تجار هم الباعة. ففي أول مرة كان تاجر يهودي من أسهم أو سهَّل ( لنقل شرعن وأجاز بيع السرير– الوطن المنهوب )، طمعا بربح دسم وفي المرة الثانية " تاجر عربي فلسطيني "، من تضطره الحاجة والعوز الاقتصادي الى البحث عن مخلفات حديدية خربة لبيعها. ففي الحالة الأولى يتاجر " التاجر اليهودي " بالحاجيات المنهوبة وفي الثانية يعرض " تاجر فلسطيني الأصول " ما تبقّى من السرير ( الوطن المُمَزَّق ) لبيعه في سوق الخردة لقاء ثمن بخس.إن من أسباب نجاح القصة هو الربط الذكي بين الجزء والكل، فهيَ تتحدث عن المصير المأساوي لسرير، وترتقي به لتتحدَّث من خلاله عن المصير الحقيقي للمأساة الفلسطينية. وكأنِّيبالكاتبة القاصة تعرض، إيحاءً، لمصير المأساة الفلسطينية في يومنا الراهن. ولكنها لا تفقد الأمل في غدٍ آخر سيأتي، تشير إليه تلميحا ذكيا من خلال الكرات الأربع الذهبيات، فلا تباع، تحفظها ذاكرة الأب ويبقيها له ذلك الشاب المفرّط بالسرير.شوقية عروق منصور كاتبة نصوص جميلة، مقالات منوَّعة، وقد كشفت في هذه القصة عن موهبة قصصية متفتِّحة، نأمل لها خصب العطاء وتطوير هذه الموهبة.

Tuesday, June 26, 2007


غندره مشي الفدائي غندره
شوقيه عروق



في سنوات الستينات ، عندما انطلقت شرارة الكفاح المسلح وكان العنوان منظمة التحرير الفلسطينيه وبعض الفصائل التي تورمت وسمنت على جلد الشعب الفلسطيني شعارها كنس الاحتلال وانتشال الوطن من الاسطوره الصهيونيه والعوده الى الحق المسلوب ... ووجدوا الشباب الفلسطيني نفسه داخل شلال سينزع ويقلع ويغير الخارطه ... حلمه اجنحته وتصميمه ودمه المهر الذي سيدفعه ثمناً لتلك العوده ... كانت صورة الفدائي محاطه بقدسيه وهاله نورانيه من الانتماء المثقل بالفداء ونكران الذات .. هذه الصوره حدقنا بها وحلقنا بها عبر كل الاوجاع والانتظار واللجوء القاسي الذي يصفح سنه بعد سنه باليأس ..
اغنيات كثيره غنيت للفدائي الذي يمر في الشوارع والطرقات حاملاً سلاحه مقتحماً الصعاب والمغامرات والحدود والجغرافيا اللعينه التي حولته الى رقم بدلاً من بوصله تشير الى الهدوء والاستقرار مثل باقي المواطنين في العالم .. اغنيات كثيره غنيت للفدائي مرفوع الهامه الذي يمشي ملكاً .. هذه الصوره التي حدقنا بها عبر الاوجاع والانتظار وتشفق الاصابع التي نحتت في الصخر لكي تفتح ثغره تطل على الوطن .. اغنيات مجدت السلاح الذي يحمله الفدائي .. وحولوا اغنية صباح ( غندره مشي العرايس غندره ) الى غندره مشي الفدائي غندره .. حيث كانت خطواته وهو يتهادى في الشوارع رساله الى ورثة التخاذل والاجساد المصابه بتكلس الغدر .. ان الرصاصه ليست عاهه بل هي قناه للوصول الى الوطن .. ( غندره مشي الفدائي
غندره ) اغنيه كان الفلسطينيون في الاردن ، في المخيمات اللبنانيه ، في سوريا ، وفي الشتات يرقصون ويدبكون على انفاسها ، خاصه عندما كان الفدائيون يقومون بعمليه ترعب الدوله اليهوديه ولكن الغندره تحولت الى ( كندره ) حذاء باللغه العربيه ضربوا به وجوهنا ، في شوارع غزه وفوق اسطح البنايات ، يطلقون الرصاص بعشوائيه جنونيه ، اقتتال يخجل الفلسطيني من وصفه ، والفضائيات ونشرات الاخبار تتكئ على انقاض الاحلام والحرائق واعداد الشهداء .. نغرق في العرق .. هل شرب الجميع من بئر الجنون ؟؟ ، الا يخجلون من " الرزنامات " التي تذكرنا تاريخاً بالهزائم والنكسات حتى يأتوا برجالهم لتكريس الصلب من جديد على ابواب الاقتتال الاخوي الا يكفي حالياً مأساة لاجئي النهر النهر الساخن البارد ، لم يعد المشي الغندره ، المتباهي ، بل المشي الراكض ، الوجه المقنع الاسود ، والرصاص المنهمر !! ما هذا التمجيد لحماقة سفك الدماء ؟؟ ما هذا التذوق الاعمى الارعن ... هذا التبجح !! تعبنا من كذب الميكروفنات ومهرجانات الجثث الراكضه نحو المقابر .... صنعتم من مأساة الفلسطيني سبائك ذهب ، واخذتم تعبدون غبار الذهب المتطاير ونسيتم الألام والحصار وقسوة المخيمات ، اذاً هي كذبه ناصعة البياض اسمها السلطه .. والحكومه التي كنا نعتبرها تتبادل القبل مع التاريخ وتصافح الهم والتعب تخرج مفرعه بالاتهامات وعلى ضوء حساباتهم ، يعاني المواطن المحاصر ، الصامد ، .. هل نسوا انهم مجرد " صيصان " محشورين في القن الاسرائيلي ، الامريكي ، العربي .
قطيع يصفق ويفتخر باحتلال مقرات الآخر .. عيب .. ما هذا الركوع والحمدلله ، ما هذا الانتصار المزين بالعار ..
في الوطن المسلوب اكثر من مقعد خاص ..
في الوطن مقاعد كثيره ، ملونه ، مزهره ، اشكال واحجام لكن جميعها مقاعد هوائيه ، وليست ثوريه
شوارع قطاع غزه وبعض مدن الضفه استعراضات بغياب الضمائر ...
اتقنتم لعبة الاحتلال الاسرائيلي ، حتى انكم اتقنتم العري .. الم يخرج الجيش الاسرائيلي السجناء الفلسطينيين من سجن اريحا وهو عراه .. والعالم استنكر هذه اللقطات .. ها هم في " حركة حماس " يخرجون الشباب من فتح عراه امام الفضائيات ..
كنا نفتخر " بغندرتكم " في الشوارع .. والأن نلعن خطواتكم ونخجل من تصرفاتكم ..

محمود عباس وطبق البصل ... شوقيه عروق منصور


محمود عباس وطبق البصل
شوقيه عروق



الرئيس الفلسطيني محمود عباس يخذل محاولات رأب الصدع ويملاً سماء رام الله مربط خيل السلطه الفلسطينيه بغيوم سوداء من الاتهامات والعبارات الحاده التي يستهلها بطريقه شيطانيه ، نزقه ، ويعربد فوق الكرنفالات اللفظيه
( لا حوار مع القتله والارهابيين ويقصد حركة حماس متناسياً انها تمثل جزء لا يستهان به من الشعب الفلسطيني .. هذا الالغاء للآخر ومحاولة تخضيب رجليه ويديه وحكومة الطوارئ بحناء التنصل ، من المسؤوليه ، مسؤولية التدهور الامني والاجتماعي والسياسي مما يجعلنا نتساءل كيف يستطيع تغطية شمس الحقائق بعباءة التحريض ؟؟ ان الرئيس " عباس " يقوم بالتحريض الارعن ضد "حماس" ارضاءاً لامريكا واسرائيل ومصر والاردن وغيرهم من الدول العربيه والغربيه التي تحاول جر الشعوب الى بيت الطاعه ومطارحة الغرام مع السجانين وولادة اجيال تُقبل اقدام الانظمه يومياً دون تذمر .. يعتقد ان الغاء حركة ( حماس ) والتعامل معها كأنها حركه مارقه ، ارهابيه سيجعل شيكات الترحيب تنهال على رأسه ورأس سلطته ، اموال ودعم وابتسامات " اولمرتيه وبوشيه " تتقزم امامها ابتسامة ( الجيوكندا ) ، لو عاش الرسام " دافنشي " في هذا العصر لما جعل ابتسامة ( الجيوكندا ) تغرق في سر الاسرار ، يكفي ان يرسم ابتسامات بوش واولمرت وهم يحتضنون ابو مازن ليسلم مقاليد الاسرار الى الريشه والالوان لتكون مرآه لأبتسامات النفاق السياسي الذي يخفي وراءه اسنان اسماك القرش ...
ما هو موقف الرئيس عباس عندما تطالب امريكا واسرائيل ومصر والاردن بدعمه ؟؟ هذا الدعم الفاضح !! وكلما تكلموا وشدوا على ايدي ابو مازن غرقنا اكثر في مستنقعات الاسئله المهروله نحو القاع ..
شيكات واموال ودعم بالاسلحه والعتاد .. منذ مقتل " ابو عمار " والوعود ( ماكنه للتكرار ) ولكن الواقع كان صفعات على الخد الايمن والايسر فوق الحزام وتحت الحزام للشعب الفلسطيني ...
والأن يعيش ابو مازن وحكومته في ظل الوعود البراقه .. امريكا توزع اطباق البصل ... نتذكر هنا القصه التي تحدثت عن مطعم يقدم " اطباق البصل " للزبائن .. كل زبون يحصل على طبق بصل ، حيث يبدأ بالتقشير لتسيل دموعه... هؤلاء الزبائن نسيوا شكل الدموع الانسانيه ، لذلك يهرعون الى البصل كي يوقظ دموعهم ... ووزراء الخارجيه العرب الذين يجتمعون حمل كل واحد طبقه ويقشر البصل باكياً على الفلسطينيين .. نطالب " ابومازن " برمي اطباق البصل ... طاولة الحوار مع حركة " حماس " هي التي ستحمي الشعب الفلسطيني المنهك المتعب ، الحوار الحضاري الحر ، المنفتح .. ليس بالرصاص والوعيد تخلق الشعوب .. يكفي استفزازاً وعويلاً ووضع حركة حماس في خانة ( الممنوع من الصرف ) ..
الجسد الفلسطيني الآن ممدد في براد الحيره والتشرذم والغربه واللجوء فلا تجعله يهرب الى المقبره لاعناً اشباحكم ...

* كاتبه من فلسطين عرب 48

Saturday, May 26, 2007

الخرائب المعلقه
علقونا على السياج
كانوا الحرس والنواطير والعسس
لكن أكلو الارغفه
علقونا على السياج
نزعوا العيون ووضعوا بدلاً منها الحصى
ثم قالوا تمتعوا بالورد بالحريه الحمقى
وطيروا العصافير الملونه
علقونا على اللافتات . في المطارات
ومداخل الدول .. بين السماء والارض
كأشواك نادره
علقونا على الصلبان . على الخرائب
وقالوا هذه حدائق معلقه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قاموس الصمت المعتق
1
صمت وراء صمت
صفحات تفحمت من لهيب الدم
ابجديه تناسلت في بهو المباغته
وتخضبت بحناء الوهم
وتوجت بالمدن الضيقه
2
صمت يسرق البرد من الجليد ، يغرسه في ميادين الكلام
ايدي اللئام تفتش عن القناديل تحت الركام
لا احد يميط اللثام
ويصيح فوق موائد الايتام
3
لا احد يحصي
العظام ، المقابر ، الجروح ،الاوجاع ، كومة الاقفال
الدم النازف ، الشرف الشارد ، طبول الخطابات
لا احد ينكأ بيضة التمساح
ينكأ عذرية منجل الانتصار
انهم يرهفون السمع
تنساب أرواحهم من فوهات الانحناء
4
اخذوا الصمت الى الضفه الثانيه
الى ضفة الطرب المتآكله
الى ضفة الفاكهه المحرمه
التي تشق بسكين المؤامرات المظلمه
وتلقي بالحاضر والتاريخ الى الارض المعذبه
المقمطه بصدى العداله الراحله
5
عناقيد الصمت
تتدلى من عنب الخنوع المعقود بخشب البلوط الحزين
تستريح في ملكوت الطين
وتُسبّحُ بحمْدِ الغموض الفخاريّ
الذي عشق الفرار والكفن والانين
6
يا قاموساً
لم يضىء تخوم الروح والاصابع
لم يضىء طقس الارتعاش المفخخ
ولم يدس الايدي تحت صوف الهم المزخرف
7
ليل العتاب المعتق
اغلق دفتي القاموس
واحتمي من الهروب المجنون ، المجنح
بعباءات الرياح المغادره
التي تمزقت من شعاب مرايا العار
وتمادت في مطاردة قطرة زئبق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمثل هذا الوقت
لمثل هذا الوقت
كان ينبغي للمرء ان يولد بألف قدم
خطوه للبقاء ، خطوه للأمام
خطوه للهرب
كان ينبغي للمرء ان يبقى في العدم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Friday, May 25, 2007


الشوارع العربيه تنام في العسل
شوقيه عروق

المظاهرات تجتاح المدن في اوروبا وامريكا واستراليا بمناسبة مرور اربع سنوات على الاحتلال الامريكي .. وبعض دول امريكا اللاتينيه حملت غضبها ولاحقت الرئيس الامريكي الذي يزور بلادهم بالمظاهرات والشعارات وحرق الدمى التي تجسد صورته الملعونه المحشوه بالكره .. في ظل الدم الذي تعرى واصبح مساحات شاسعه تتقمص الرعب والذل ، في ظل غرور بوش وزمرته وحكايات الدهاليز السياسيه التي أكلها الصدأ ولكن مازالوا يصدرون السكاكين لذبح الشعوب في ظل هذا يزدهر الصمت العربي .. اي تضاريس شرسه محفوره فوق صمتنا وسكوتنا .. اليس مضحكاً ان يشاهد المواطن العربي عشرات البرامج الفضائيه التي تدعوه للكلام والغناء ، بل تحاول هذه الفضائيات سكب الحناجر في توهج الضوء فهي تهلل وتطبل وتزمر لصاحب الحنجره الذهبيه ، ولكن الحنجره الذهبيه تخون الواقع مع عشيق هلامي سرعان ما يتبدد .. لتعاود الفضائيات طحنها من جديد لعل خبز الحناجر يقدم على ارصفة الجوع العربي المطارد من قبل الانظمه الحاكمه
مظاهرات ضد الاحتلال الامريكي للعراق ، ونحن في واد آخر كأن العراق جزيره نائيه لا تهم احداً .. المواطن العربي لا يصرخ ولا يحمل شعاراً بالعكس لو قام بوش بزيارة مصر
( قلب العالم العربي ) لحضنه القلب ومنحه الدفء وباركه المبارك ووجد في الضيافه تلالاً من التنازل ، ولو نظر من نافذة الفندق المصري على الشوارع لوجدها ساكنه ، راكده .. تتنفس استسلاماً وسابقاً قام بوش بزيارة الاردن فلم يجد الا السجاجيد الحمراء والورود المقطوفه من الخنوع امامه ... وغيرها وغيرها من الدول العربيه التي قامت بارتداء حزام العفه السياسيه خشيه من ذكورية بوش الشوارع العربيه تنام في العسل فحنجرتها بخير ... واوتار صوتها مخبئه للبرامج التي تفتش عن " صنع النجوم " حتى اصبحت هذه البرامج تطيق على الاعناق وتخرج الحناجر وترفعها على الاعلام كي تؤكد اننا نملك حناجر نفتخر بها ونرفع الرؤوس على اوتارها من سوبر ستار الى ستار اكاديمي مروراً بنجم الخليج وزي النجوم واكس فاكتور اكسير النجاح برامج تجاريه تحولت الى سباق بين الدول العربيه ، سباق في التصويت للنجم الذي سيرفع شأن دولته ويحصد المتسابق رعاية الرئيس او الملك وهنا قد يحتمي هذا الرئيس او الملك بصوت المتسابق كي يعلق انتصاره على باقي الدول العربيه ويصبح صراع الاعلام المرفوعه واللهجات ونسبة التصويت شاشات مفتوحه امام المواطن العربي الذي يندمج في لعبة التفوق الفارغ حتى يصدق ان مصير دولته يتعلق بهذه الحنجره .. واذا خرج المتسابق خربت وضاعت دولته
الاحتلال الامريكي يجثم فوق صدر العراق الذي يُنهش ويدمر يومياً ولغة الخراب هي السائده ، المظاهرات تطالب امريكا بالخروج من العراق والرئيس المصري ( يطالب بأن لا تنسحب القوات الامريكيه من العراق لأنه ستحدث فوضى ) فوضى اكثر من هذه الفوضى التي كان سببها تكتل العالم الغربي وصمت العالم العربي الذي ايد الاحتلال وبصم عليه كما يبصم على جميع القرارات التي تتخذها الاداره الامريكيه
تمر الذكرى واعلام الدول العربيه ترفع في قاعات المسابقات الغنائيه بصوره منفره وساذجه وسطحيه بعد ان غابت هذه الاعلام عن اي انتصار سياسي وعسكري .. حتى مظاهرات رافضه للاحتلال .. صراخ يهز جزء قليل من الجدران المصفحه في البيت الابيض .. لا احد .. ضحكنا عندما قال دريد لحام في احدى مسرحياته ( المواطن العربي يفتح فمه فقط عند دكتور الاسنان ) لكن اليوم بفضل العولمه التي جعلت الانسان يتعثر بالجرأه والمعلومات والثقه كما يتعثر الطفل باثاث بيته وهو مليء بالدهشه واصبح رافضاً للصمت ويسجل وحدات قياسيه في التكلم والثرثره عبر حنجرته واصابعه التي تكتب بلهفة السرعه والحريه اما المواطن العربي فبقي مخلصاً لأطباء الاسنان واضاف لهم البرامج الفضائيه التي تلتقطه كي يقوم بتعبئة الفراغ الذي يسير مع الربح التجاري كتوأم سيامي ، فهي تقطف المواهب الغنائيه
( لا احد يهتم بالمواهب الاخرى ، مثل الادب ، والفن التشكيلي ، والمسرحي ، والاوبريتي )
وتقوم هذه الحناجر الى الاسواق التجاريه .. دائره مسننه تدور لتف
رم الصوت العربي الذي يستباح بالصمت والشلل .. نخجل من هذه المظاهرات التي ترفض الاحتلال ونحن عراه بعد ان اصبح الزي الرسمي للحمنا وعظمنا هو " العيب " كان الفيلسوف ديوجين يحمل القنديل المضاء في النهار فسألوه لماذا يحمل هذا القنديل ، فأجاب افتش عن الرجل .. لقد سئمنا رقصة السيوف التي يرقصها الملك السعودي وسئمنا ذلك المطرب الذي يريد ان يؤكد ان الله سيعينهم على النصر ( يا ما احلى النصر بعون الله ) ... حنجرة المطرب تنظر الى ارض الحاكم ، والشوارع خاليه عندما يناشدهم الاقصى ... لهم مظاهراتهم وحناجرهم ... ولنا الصمت المدجج بالغربه











الكلمة الملكة و الملكة الجارية
شوقية عروق

استفتاء قامت به شركة ( بي . بي . سي ) بين مشاهدي السينما في امريكا ، اكثر العبارات التي التصقت بالذاكرة .. أو العبارات التي تمسكت في اعماق المشاهدين خلال السنوات العشر الاخيرة من خلال أفلام عرضت سواء نالت جوائز عالمية أو لم تنل استفتاء قد يدل على الفراغ ... أو كون القضايا الحياتية لا تشق أنانية الروتين اليومي وصعوبة العيش ... ومواجهة البطالة والغلاء والاحتلال والفساد السياسي السري والعلني .. ففي وسط الاصابع التي تبحث عن فرح في أكوام التشاؤم .. يصبح هذا الاستفتاء صفعة وحكاية ملل وحلزوناً يغادر قوقعته ليتنزه تحت شمس البشرية المتعبة لكن هذا الاستفتاء لم يكن الاسنان الاصطناعية التي تعلك الفراغ ، بل المنشار الذي وضع الاسنان القاسية على خشب عباراتنا ، وكلماتنا استفتاء ( بي . بي . سي ) وضع ليناردو دي كابيرو بطل فيلم ( التايتنك ) في عبارته الشهيرة ( انا ملك العالم ) في المرتبة الاولى ، وفيلم ( قلب جرئ ) لميل غيبسون والذي قال فيه ( هم يستطيعون اخذ حياتنا ، لكن مستحيل ان ينجحوا في اخذ احلامنا ) في المرتبة الثامنة ... الخ .. لن نعلق على العبارات ومدى استيعابنا لنبض وارتجاف هذه الحروف ، ولكن حين نلتقي بأستفتاء يزيح الرمل عن عباراتنا وأين تذهب ، ايحق لنا السؤال ؟!!
في مداخن الافلام العربية ، ومطر المسلسلات والبرامج ، هل تستوقفنا العبارة من خلال السيناريو والموقف والحوار !! هل ننصب علامات التوقف عند الحوار السينمائي والتلفزيوني ونشعر انه انتزع قطعة من احاسيسنا وعبر عنها تعبيراً صادقاً ، ام الافلام والمسلسلات اصبحت تركض وراء الحدث دون الانتباه للحوار الجيد والكلمة المشرقة .
لو قامت شركة عربية بهذا الاستفتاء ، هل سيتذكر المشاهدون العرب حواراً أو عبارة قيلت في مسلسل او فيلم عربي ، ( او حتى في خطاب زعيم عربي او مسؤول حكومي ) ، نحن نتذكر اللقطة .. لكن اللقطة اللفظية غائبة ، مراقبة لا تعرف الخروج ! السينما والتلفزيون لهما الجزء الأكبر في تغيير الوجدان والتأثير على مساحات الفكر العربي في ظل نسبة الأمية المرتفعة .. ان التلفزيون يخترق المسامات اليومية والساعات تنهش وهي تتشاجر مع اللقطات وعندما تلخص تكون حلبة للهذيان والكلام الميت .. الذي نشعر بمدى فراغه وهروبه من الواقع ، ان الحوار اصبح مجرد تفريغ لفظي في دائره من التقوقع الانتاجي ، الهارب من ارض البؤس العربي .
( سلملي على البذنجان ) عبارة انتشرت في اوائل الثمانينات ، قالتها الممثله نادية الجندي في احد افلامها ... وأصبحت تتردد على الشفاه ، حتى ان السادات في مقابلة معه وهو يستهزء بالمعارضة قال ( سلمولي على البذنجان ) .. وقد وقف عند هذه العبارة عشرات النقاد في مصر معتبرين ان سينما الانفتاح التى اصبحت تنحدر الى مستوى حوار " الباذنجان " يدل على الحالة الاجتماعية والسياسة التي وصل اليها الشعب .. وكرت المسبحة اللفظية .. وضاعت العبارة التي تحمل مصابيح الرقي اللفظي واغتالتنا كلمات جديدة .. سوقية ، مبتذلة ، ركيكة ، سطحية ، حتى وصلنا لضحالة العبارة والاستخفاف بالكلمات وأصبحت الاجيال تحتضن الازدحام اللفظي البارد ، ومن يراقب الاسطر ، او ( المسج ) الذي يظهر في أسفل الشاشة التي تبث البرامج و الاغاني يكتشف ان هذه الاجيال تفتقد العبارة الجميلة ، الرشيقة ، وايضاً الاخطاء الاملائية القاتلة التي تؤكد غياب اللغه العربيه من مناهجنا التدريسيه بصوره ترافق كبرياء الشعوب
عندما اطلق شكوكو اغنية ( السح دح امبو الولد طالع لأبوه ) اخذوا يبكون وهم يشيعون اللغة العربية ، ولطم النقاد والمجمع اللغوي في القاهرة ، ولكن اخذوا يأملون انها ظاهره لفظية ستزول
ولم يعرفوا اننا سنصل الى كلمات وعبارات لا تحمل الا صيغة الذل والفقدان والمهانه .. علماء اللغه يقولون ، اللغه ترتقي في الانتصارات ، يصبح لها اهمية وتصميم وكبرياء وفي الانكسار تهبط الى القاع ، تتحول الى جارية يشتريها من يشاء والعبارات العربية الرشيقة ، القوية الانسانية ، المالكة زمام الضوء اين تخبأ . قد يحملها الشعراء والكتاب والمفكرين .. ولكن اذا نظرنا الى الفن السابع ، السينما والتلفزيون وسوق الاستفزاز السياسي ، ( من قائد الامة ، الى الزعيم ، الى الرئيس ، الى الوزير ، الى السفير ) فهم يسجلون عبارات الهزائم في مرمى اللفظ ، ونحن امام المرايا والوجوه ، كيف سنخترق الغابة والحصار ؟! كيف سنقدم للمشاهد العربي افلاماً ومسلسلات ذات حوار يترسخ في الاعماق ويغير من التفكير والانحناء .. لكن هل ثورة اللفظ ترافق فقط ثورة الانسان على النظام والحكم والفساد ؟
المرأه الفلسطينيه والكلب
شوقية عروق


قال الزعيم الارهابي الصهيوني شامير ( اقتلوا الفلسطينين بعيداً عن كاميرات التصوير .... ) لانه كان يعرف حقيقة خطر الصوره .. الصوره الموجعه قد تكون رصاصه وقديفة مدفع وقد تشعل الحماس والهمم وتلهي المظاهرات .. الكاميرا اليوم وسيله هامه لحمل الوثاق الى مصاف الصدق وتدفع التكذيب الى خواء الخديعه تحت الاحتلال للكاميرا دور الاصابع التي تكشف ، وليس من باب الصدفه ان الاحتلال يلاحق الصحافه و الصحفيين و المصورين يحصلون على النصيب الاكبر من الملاحقه تصل الى حد رصد الخطوات والقتل ، مثلما حصل مع المصور الصحفي الفلسطيني الذي قتل على شرف صوره ( مازن دعنا ) لان الكاميرات تكون العيون التي تطلق الصرخات وتنبه من الغابات الشرسه.. غابات الوحشيه وتضاريس الاحتلال التي وصلت الى حد الاستهتار الخانق بحياة الانسان الذي يجد نفسه تحت ظلم وقسوة الاحتلال المريض بالساديه والجنون الجارف للارض وهضم حقوق الانسان الكاميرا الخفيه قد تلعب دور المهرج في لقطات ساخره ، ضاحكه ، تتلصص على مواقف انسانيه ، شخصيه ، تغرقنا بالقهقه ، ولكن عندما ترصد الكاميرا كلباً من فئة جندي،كلب يرافق مجموعه من الجنود الاسرائليين ويطلقونه اتجاه امرأه فلسطينيه ، وتحاول هذه المرأه التخلص والكلب يستمر في النهش والعض ، وفي صور اخرى يطلق الكلب اتجاه شيخ يحاول الهرب ولكن لا مفر .. ومن بين اللقطات تمسك ابتسامات الجنود لتصل الى حد التمتع بهذا الموقف العبثي اللانساني المستخف بكل شيئ
لم تصرخ المرأه " وامعتصماه " لانه المعتصم
قد اكله عث التاريخ . رجولته التي ابت ان تنام تلك الليله دون انقاذ المرأه التي رأها في الحلم ... فحشد الجيوش وطارد المحتلين وانقذ شرف المرأه ، تحولت الى موروث تاريخي يبكي على زمن ادار لنا ظهره ونبتت فوق جلده " دمامل " و " قروح " وبقع سوداء ما هي الا انظمه وقاده وحكام لا تؤثر فيهم لا الصرخه ولا الدمعه ولا الصوره ولا تلويث الوطنصورة المرأه الفلسطينيه التي حاصرها الكلب بأنيابه مرت مرور الكلام في وسائل الاعلام ولن توضع على اغلفة الملفات التي سستناقشها القمه العربيه . لان هذه المرأه لا تعني احداً ... اما الكلب قد يكون من سلاله امريكيه تربت في البيت الابيض ... لذلك فالسكوت افضل من باب الرفق بالحيوان
مجموعة قصائد لشوقيه عروق منصور
عملية تجميل للصبر
شوقيه عروق

عيادات الجمال
تغزل الجمال وتشد الجلد المترهل
وتبني فوق ضوضاء القبح
أعشاشاً تتوهج
وتطرق حديد الاسطوره ، لتتدفق خرافة النبيذ
عملية تصغير انف
نزع شعر وجه
شد صدر
يتواصل الكذب مع الخيطان المخفيه
يتواصل بين الغرزه والغرزه الشهيه
كل عضو يمارس لعبة التباهي
يجرف الحسن
ويغرس زنبقه بعد ان كانت مرميه
الصبر يمد اضلاعه
يتعلق بأسلاك المسافات وسفوح الليالي الممله
يلتف كالحلقه ، كالكذبه ، كدائرة نار جهنميه
يقبل عنق المجهول المقدس
شهق انتظار الصبر ..
استباح التعب براري الضعفاء

***
الصبر يدق باب عيادة الجمال
سئم بقاء شوكه وزهر العناء
سئم احتساء الشجن وطرق ابواب النجاه
سئم شكله المهزوم في الاغاني والقصص والحكايات
انه يحلم بفرح الصيادين

***
الصبر يدق عيادة الجمال
لا احد يريد اجراء عملية شد للصبر
لتصغيره ، لقص اطرافه ، لتحسين شكله
لانه سيبقى خبز المظلومين والفقراء
والرحمه التي تطوق امنياتها امطار الميلاد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يكذب من لا يعترف

يكذب من لا يعترف
اننا جميعاً مصابون بارتجاج المخ
يكذب من لا يعترف
اننا جميعاً مصابون بالقهقهه الاصطناعيه
يكذب من لا يعترف
اننا جميعاًَ نثرثر في افواه من فراغ
ونحلق فوق حواجز شارات وعلامات الاستفهام
ونرقص على ايقاع علامة السؤال
يكذب من لا يعترف
اننا جميعاً نسافر بلا اشرعه ، بلا ريش
عقد العزيمه على تأمل خريف العمر
المشتعل خلف العري المزدحم بسراويل الاخطاء
وملفع بعسل الصلوات المصلوبه
يكذب من لا يعترف
اننا جميعاً لا نسمع
الا صوت سقوط المقصله
وننام في غرف مكييفه بغاز الافاعي
ولا نرى الا الخرائب المعلقه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مــــوت
لا بد ان يطل
لا يتمهل
يعيش منذ البدايه
مهما رقصنا
انتصرنا ...
انتظرنا
وجدلنا الاقحوان وحرقنا بخور التعالي
واطلقنا الاحلام
لا بد ان يطل
السنديانه ستركض
والتراب لا يصدق الا باللمس

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعر مزيف

من طين الكلمات
يصنع العبارات
يقول شعراً ، يفض بكارة الالفاظ
يرقص على السفح
وفي العيد ينتشل الخرز من عيون الصبايا
ويبيع سلعته على عربات التصفيق
القناع ملتصق
في الميناء يخلعه
امبراطوريه من الزيف
تبزغ تحت جلده
تصحو وهي تطرز اكمام القميص المتخم
بغرائز السلطان ...
جسمه النرجسي
يندفع .. يقرأ
يفطم حبره على ضلع
هرب من اضلاع العرب
وبنى فوقه معبداً
دمشق والقاهره وعمان
وساحة برتقال وغرناطه وقرطبه
جمع الصدى .. والندى
ومرر الوطن بين فخذي المدى
وامتلأت ساقية السجود
بالركعات الغامضه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما يثرثر عادل امام
شوقية عروق


الفنان العربي يحاول الابتعاد عن السياسة ، نشاطه الفني يغمره ... يسحبه الى جزيرة نائية بعيداً عن الاحداث اليوميه .... يشعر ان التقوقع داخل العمل الفني هو الهروب من مصيدة السلطه التي يحاول ان يرضع رضاها .... ولكن احياناً يحاول البعض منهم مد اصابعهم خارج الدائرة ، الجزيرة ، عندما يشعر ان الموقف السياسي يحاصره ويفرض عليه ان يكون متفاعلاً وصاحب رأي ورؤيه ، ان يكون مشاركاً في الحدث ، لأن عتب الجماهير بعد ذلك سيوصله الى ساحات التساؤل عن الغياب ....
قلائل من التزموا بخوض مجال الرأي والاصرار على التفوه ، وخلع القناع الفني والتأكيد على المشاركه الانسانيه والوطنيه ، وكانت ارائهم جزءاً من نبض فنهم بالاضافه الى جعل ارائهم جسوراً الى اعمال فنيه قدموها الى الجماهير وكانت تعكس الواقع بأوجاعه ومرارته واحباطه ...
الفنان عادل امــام من هؤلاء الفنانين الذين خرجوا من معطف الكوميديا اللاهثه وراء الضحكه " المجلجه " الى الكوميديا السوداء الهادفه التي تفرش الالم والحزن وتمرر عبر مواقف تبعث على دهشة الابتسامه .. وكان للفنان عادل امام مواقف سياسيه واضحة التفاصيل ، وبعيداً عن تأكيده انه ابن الطبقة الوسطى وتميز بأنه ناصري حتى النخاع . نعترف انه اول فنان عربي فتح النافذة السينمائية على الارهاب من خلال فلمه الشهير " الارهابي " بالاضافه الى فلمه الذي اثار التساؤلات بحده حول شخصيات ( اخوان المسلمين ) التي نفخ عادل امام حولها دخان الشك واحاطها بدهاليز الزيف والسريه والشك والوجوه ذات اسنان الجشع والطمع ...
عادل امام الذي يؤكد انه ناصري ولكن كان صريحاً عندما انتقد التجربة الناصريه في فلمه ( احنا بتوع الاتوبيس ) ورغم ان زميله الفنان نور الشريف الناصري ايضاً اعترف عدة مرات انه ندم على تمثيل فلم ( الكرنك ) الذي صور التعذيب في السجون ايام حكم عبد الناصر ... الا ان عادل امام بقي على قوله ان الفلم ( احنا بتوع الاتوبيس ) سجل مرحله سياسيه وهو مرآه عنها ....
بعيداً عن الفن قريباً من التوريث ، عادل امام عبر لقاء معه في مجله بريطانيه ترجمت الى العربيه انه يرحب بمسأله التوريث ، فجمال مبارك شاب رياضي وجميل ومنفتح ويستطيع ان يستلم الحكم بعد والده ... هذا الغزل المباشر والعلني " لجمال مبارك " في قضية تعتبر في منتهى الحساسيه للشعب المصري الذي قضى على فكرة التوريث وقلعها من جذورها بثورته التي لم تضئ في مصر وحدها بل اضاءت العالم العربي الذي كان يعيش تحت سيطرة الملوك والعائلات... لا نعرف كيف يبدأ كلام عادل امام وكيف ينتهي !! يبدأ بالتفتيش عن يد عبد الناصر التي منحت مصر بطاقه الكرامه ( ارفع رأسك يا اخي ) وانتهت بالانزلاق الى كف مبارك التي تسعى الى حمل الابن الى منطق التوريث والكرسي الذي ينقش حول عبارات تهرول كالاحصنه ( جمال مبارك الى الرئاسه ) .. عادل امام لم يتكلم عن الفقر والبطاله والقطط السمان ، عن رجال الملايين والمليارات .. عن الجوع الحقيقي الذي يتفشى في الطبقه الفقيره بين الشباب نتيجة الاحباط والاكتئاب ، لم يتكلم عن قوانين الطوارئ التي ما زالت سارية المفعول حتى اليوم ؟؟؟
لقد قمت بتجسيد شخصيات كثيرة ولكن اشهرها المواطن البسيط الذي يجد نفسه في مأزق سياسي ( الارهاب والكباب ) ... هل تخون الأن بطولاتك التي حولتك الى نجم ، لقد ساهمت بوجهك المصري المتعب الخالي من الفرح في تسجيل اهداف في شبكة صعودك ... ولكن في مسألة التوريث انت سقطت في شبكة العلاقات الشخصيه والتي يرفضها ... الشعب المصري .. لذلك هذه الثرثرة ستطرد ماضيك الفني وتجعل بطولاتك مجرد استعراض لفظي ... لقد سلخت جلدك وصنعت منه حذاءً رياضياً يسابق هؤلاء الذين يسعون للتوريث ، او " جوقة التوريث " التي تصفق وتغني في الوهج المبارك
منظار الوزير ومنظار الغفير
شوقيه عروق منصور

في لحظه خاطفه . مباركه .التقط المصور صوره لوزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس وهو ينظر عبر منظار مغلق ويهز رأسه كأنه يرى كل شيئ واضحاً . وضوح قناعته انه يصلح لقيادة الجيش .. لكن المنظار الذي خانه ولم يفتح له ( العيون الجريئه ) اراد ان يعطيه صوره حقيقيه صامته . لقد قام بجر " بيرتس " الى مستقبله المكفن بسواد مشنوق على اعمدة الهروب
الصوره اضحكت الجميع وكانت (سكوباً ) اعلامياً نشرته ايضاً وسائل الاعلام العربيه . كأنها تقول هذا الذي كان يتكلم ويصرح بعنجهيه الشفرات الحاده . ويقفز مثل ديك الحبش المغرور , ايام الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان , الان تحول الى ديك حبش محشو بالخذلان على مائدة الانتقادات والضربات وسيلتهمونه في ليله حالكه ....
منظار الوزير على حافة الضحك والاستهزاء .. ولكن في منتصف الاستهزاء .. المنظار ( البيرتسي ) شرع نوافذه على مواعيد الفشل .. اما منظار الغفير .. او الغفراء الذين يتثاءبون.. المتلبسين بالخضوع المشغول باللقاءات او مستنقعات الرمال المتحركه التي تتحرك بغثيان يصل الى قبح التوقيع على الابتسامات اللزجه التي تحاصر المواطن العربي وتفتت عظامه .
وسائل الاعلام تبشرنا بتحرك هؤلاء " الغفراء " والذي يستفز اللقاءات التي تكون سريه لكن لهيب الثرثره يباغث الذين يجلسون على كراسي الانتظار . ليتحول الغفير بعد ذلك الى جسد يزداد وزنه شهوة لاعادة اللقاء مرة ومرة...

بشرتنا صحيفة هأرتس الاسرائيليه اللقاءات السريه بين الامير ووزير الامن القومي السعودي بندر بن سلطان ووزيرة الخارجيه الاسرائيليه تسيبي ليفني
. مع اننا اصبحنا خبراء في تضاريس كل غفير الا ان تهافت الغفراء على ابواب الوزراء والمسؤولين الاسرائلين يجعلنا نذكر ان هناك اقمار اصطناعيه للتجسس وهناك اقمار زعاميه , قياديه , ملوكيه , عربيه , ايضاً تنير بنورها دروب التنازل والخضوع , لقد تحول هؤلاء ( الغفراء ) او عابري سبيل القضايا العربيه الى حاملي اوراق ( النعوات ) ينهضون ليلاً حاملين موت القدره العربيه على المواجهه ( عجز الشعوب على القتال ) ( استسلام الشعوب العربيه لمقولة السلام خيار استراتيجي بدون وجود بديل لرفض اسرائيل لهذا الخيار ) الخ .... والغفراء الان سيحاولون سد ثغرة
الوزير بنيامين بن اليعزر الذي تكشفت
اوراقه على الملاْ . بعد ان كشف الفيلم الوثائقي عن مسؤوليته عن مقتل اسرى من الجنود المصريين اثناء استسلامهم في حرب 67 . مع ان هذا الفيلم لم يكن مفاجأه .. فقد كتب الكثير من الباحثين عن هذا الموضوع حتى ان الفيلم السينمائي المصري (فتاه من اسرائيل) قد تطرق الى هذه الحادثه بصورة مباشره الا ان بعض المسؤولين المصريين
حاولوا دفن هذه الحادثه واغلاق منافذالتساؤل الى اسرائيل .. عمر سليمان رئيس جهاز المتجارات المصري يؤجل زيارته التي كانت مقرره مع انه سايقاً رأيناه اثناء زيارته يعانق فؤاد بن اليعزر ولا ننسى عبارته التي جاءت ممزوجه بالدهشه الفرحه اهلاً فؤاد
ان " مناظير" الغفراء العرب الذين يحرسون " ود " السلام الاسرائيل مغلقه معتمه ... لكن يهزوون الرؤوس المربوطه بسلاسل البهلوانيه السياسيه
هناك غفير حقيقي رفض ان يكون غفيراً في زمن " الغفراء العرب " غفير عادي يدعى
محمد خلف حسن ابراهيم رفض ان يحرس السفاره الاسرائيليه في القاهره .. لذلك حكموا عليه بالسجن ستة اشهر
ايها الغفراء تعلموا من هذا الغفير البسيط معنى كرامة الغفير واكسروا المناظير المغلقه
من يقطف ورد الشهداء

شوقيه عروق

صادف يوم التاسع من نيسان ( يوم الشهيد الفلسطيني ) تم اختيار هذا اليوم من بين مئات الايام التي تحمل الشهاده ورقصات الاغتيال وسياسة القنص والمفاجأه التي تتبعها الحكومات الاسرائيليه المتعاقبه لشل الفلسطيني الذي يحاول البقاء شامخاً في درب المقاومه والرفض .. اسرائيل ضبطت توقيت عنجهيتها وغرورها الوحشي على الجسد الفلسطيني. وبأسم " الامن " توغلت في هذا الجسد وقررت ان تصنع منه ارقاماً للمنافي والسجون والشهداء والمعاقين والمطاردين واللاجئين .. استباحت ووضعت خططاً وتسلسلاً للأغتيالات واخذت تختلس الاسماء من سجلات الحياه والمقاومه والعزيمه ... وما زالت سياسة التصفيات الجسديه وسيله لكبح جماح الشعب الفلسطيني وحشره في خندق اليأس والتركيع ..
ذكرى ( يوم الشهيد الفلسطيني ) مرت بهدوء ، دون ان يحمل الاحياء ظلال الشهداء ، صور الاسرى القابعين في السجون الاسرائيليه والذين ينتظرون الخلاص بعد ان ضاقت الزنازين وتحولت الاغلال الى ثعابين تلدغ ايامهم ونهار الحريه اختبأ في ملفات المفاوضات الصدئه والنسيان .. صور الاسرى التي تتجول فوق غربة المسؤولين الفلسطينيين تشم الأن رائحة الايدي التي أمنت ان الاسرى لا يخرجون الا عبر ابرام صفقات تبادليه فقط ...
صور الاسرى مرفوعه الأن .. وعلى حد مقصلة الانتظار تتنهد الاسماء ، وتشهد العائلات حالات التمني والدعاء والخوف من تبدد الاحلام ...
ذكرى ( يوم الشهيد الفلسطيني ) لا يغرق الطرقات والشوارع بالوجوه التي رحلت ، لأن الرحيل شريعة التابوت المفتوح ، شريعة البحر المحاصر ، والارض التي تلوح بحثاً عن نشيد الاستقرار ...
" يوم الشهيد الفلسطيني ) هو يوم استشهاد عبد القادر الحسيني في معركة القسطل عام 1948 ...
والذاكره التاريخيه الفلسطينيه مليئه بالوجوه التي اغتيلت ، حيث لم يستطع الزمان والمكان منع العقليه الاسرائيليه من تنفيذ مهمة الاغتيال بجميع الوسائل والطرق .. قوائم الاسماء حافله ، غسان كنفاني ، علي حسن سلامه ، ماجد ابو شرار ، فتحي شقاقي ، خليل الوزير ( ابو جهاد ) ، يحيى عياش ، رائد الكرمي ، صلاح شحاده ، عبد العزيز الرنتيسي ، اسماعيل ابو شنب ، احمد ياسين ... الــــخ .
اسماء قذفتها الذاكره بصوره عشوائيه لأن نيران الاغتيالات وعيون الرصد ، والاسماء التي ما زالت واقفه على رصيف الاستشهاد في انتظار الموت القاسي تحصي الزغاريد التي لم تعد الامهات تصدق رنينها ...
الشاعر محمود درويش قال : ارحموا شعباً وعدناه بأن ندخله الورده من باب الرماد المر . لا تنصرفوا الأن كما ينصرف الشاعر في قبعة الساحر من يقطف ورد الشهداء
الأن من يقطف ورد الشهداء .. من يقطف دموع الامهات والزوجات والابناء ... هل ما زال هناك الوقت الكافي لذكرى الشهيد

الاسم :شوقيه جميل عروق منصور
تاريخ الميلاد : 25\7\1957
جنسية الاب :فلسطيني
جنسية الام : فلسطينيه
مكان الاقامه الحاليه :الطيره المثلث فلسطين عرب 48
التحصيل العلمي: اكاديمي بكالوريوس
العمل : اديبه وشاعره وصحفيه
النشاطات الادبيه والفكريه :اصدرت عدة كتب منها
امرأه بلا ايام- مجموعة قصص
خطوات فوق الارض العاريه –مجموعة قصص
النبض في جوف محاره- همسات
ذاكرة المطر- قصائد وطنيه
شمس حضورك اسطوره – مجموعه شعريه

اسمك تهليلة زمرد-غزليات
قل كلمتك وامشي – مجموعة مقالات
احلام مبعثره-مجموعة قصص نسائيه
غاب نهار اخر- مجموعة مقالات سياسيه

الخرائب المعلقه ــ وهي عباره عن مجموعة قصائد
* ولها زوايا ادبيه واجتماعيه في الصحف المحليه مثل فصل المقال, الاخبار, بانوراما,الاتحاد,
والصحف والمواقع العربيه مثل صحيفة القدس العربي ، وجريدة الشعب

وعدة مواقع عربيه مثل موقع الفكر القومي العربي الناصري